المستعمرات الصهيونية تحول واد بيت أمين في قلقيلية مكرهة صحية

المستعمرات الصهيونية تحول واد بيت أمين في قلقيلية مكرهة صحية وموطنا للحشرات والروائح الكريهة

حولت المياه العادمة المنسابة من المستعمرات الصهيونية، واد بيت أمين جنوب قلقيلية في الضفة الغربية، إلى مكرهة صحية، بعد أن كان موطناً للنباتات البرية وأعشاش الطيور.

ويقول سكان المنطقة، إنه إلى وقت قريب، كان الوادي المشهور بروائحه الزكية المنبعثة من نبتتي الغار والطيون، محجاً لزوار المنطقة وأهلها، إلا أنه تحول اليوم إلى مبعث للروائح الكريهة ولأسراب الحشرات والناموس.

وأوضح محمد الشيخ، رئيس مجلس قروي بيت أمين المجاورة للوادي، أن أهالي القرية، كانوا حتى سنوات قليلة مضت، يستمتعون بالسير على طرفي الوادي، ومشاهدة بيارات الحمضيات المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى ممارسة هوايتهم في صيد وملاحقة طائر الشنار المعروف، وبعض الحيوانات البرية كالأرانب والغزلان.

وأضاف، منذ إقامة مستعمرة "شعاري تكفا" على أراضي القرية، تحول المشهد إلى كابوس يطاردنا ليل نهار، فالمستعمرة التهمت أراضينا، ومياهها العادمة تنساب إلى مزارعنا، والروائح المنبعثة منها تزكم الأنوف، والحشرات لا تفارق منازلنا.

ولفت إلى أن المشكلة تضاعفت خلال السنتين الأخيرتين، بعد إقامة خط رئيس للمياه العادمة لخدمة المستعمرات القريبة، يمر في وادي بيت أمين، وتتسرب منه كميات كبيرة من المياه العادمة، تضاف إلى شلال المياه العادمة المنسابة من مستعمرة "شعاري تكفا" لمجرى الوادي.

ولا تبعد منازل مستعمرة "شعاري تكفا"، عن منازل قرية بيت أمين سوى أمتار قليلة، وترتبط منازل المستعمرة بشبكة للصرف الصحي، غير أن نهاية خطوط هذه الشبكة معطلة، منذ أكثر من عشر سنوات، وتتدفق مياهها إلى وادي بيت أمين، محدثة أكبر عملية تلويث لواحدة من أكثر مناطق قلقيلية خصوبة ووفرة بالمياه الجوفية.

وقال ناجح عثمان، أحد سكان القرية، منذ إقامة المستعمرة، تحول وادي بيت أمين إلى مكرهة صحية وبيئية حقيقية، وإن النباتات البرية لم تعد تنبت في مجرى الوادي، والروائح الزكية غابت وحلت مكانها روائح نتنة.

واستذكر كيف كان شبان القرية والقرى المجاورة، يستمتعون بممارسة هوايتهم في ملاحقة طائر الشنار بين البيارات والحقول، وأنه منذ إقامة المستعمرة، لم يعد هذا الطائر يشاهد في المنطقة إلا نادراً.

وأضاف أن العديد من سكان المدن الفلسطينية، كانوا يحضرون إلى القرية لجمع بعض الحجارة الملساء من مجرى الواد، لاستعمالها في تزيين حدائقهم أو لبعض الاستخدامات الأخرى كافران الطابون، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة توقفت كلياً منذ إقامة المستعمرات ، وتلوث الوادي بالمياه العادمة المنسابة منها.

وأشار إلى المشاكل الكبيرة التي يواجهها أصحاب الأراضي الزراعية الواقعة على طرفي الوادي، وخاصة اضطرارهم إلى الغوص في مستنقع المياه العادمة لقطع الوادي للوصول إلى أراضيهم.

ويعتبر وادي بيت أمين، من أشهر الأودية، وأكثرها جمالاً في المنطقة والوطن، ويعود ذلك لطبيعته الخلابة، وانتشار بيارات الحمضيات على جانبيه، محدثة منظراً جمالياً بديعاً، وهو امتداد لوادٍ كبير، يمتد من بلدة حوارة قرب نابلس، مروراً بوادي قانا في سلفيت، وحتى قرى جنوب قلقيلية، ويواصل امتداده بعد ذلك داخل أراضي عام 48، وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط.

والوادي عبارة عن مجرى لمياه الأمطار، التي تتساقط في فصل الشتاء، وتتجمع في عدد من الأودية الصغيرة، التي تصب في مجملها في هذا الوادي الكبير، ويتراوح عرضه بين عشرة إلى عشرين متراً، حسب المناطق التي يمر فيها، وعمقه ما بين مترين إلى أربعة أمتار، وهو يخلو من المياه معظم أشهر السنة باستثناء أشهر الشتاء، حيث يفيض على جانبيه أحياناً، محدثاً خراباً وخسائر مادية في الأراضي الزراعية، وحتى خسائر بشرية في بعض الأحيان.

والمار بجوار الوادي اليوم، لم يعد يستمتع بمناظره الخلابة، بل إنه يسرع الخطى للابتعاد عن الروائح الكريهة، وعن منظر المياه الداكنة المنسابة من المستعمرات، والمتجمعة في مجراه، وكذلك عن أسراب الحشرات والناموس، التي تطارد المارة بطنينها المزعج ولسعاتها المؤلمة.

وأقيمت مستعمرة "شعاري تكفا" في بداية الثمانينات من القرن الماضي، على حساب أراضي المواطنين في قرى جنوب قلقيلية، ومنذ ذلك الحين تنساب المياه العادمة من المستعمرة ومن عدة مستعمرات أخرى، لتصب في وادي بيت أمين، محدثة أكبر مكرهة صحية وبيئية في المحافظة والمنطقة.

وكشف رئيس مجلس قروي بيت أمين، أن أضرار مستعمرة "شعاري تكفا" والمياه العادمة المنسابة منها، لم تقتصر على سرقة الأرض وتشويه جمالية الوادي والقرية، بل تعدتها كما يقول إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو تلويث المياه الجوفية الغنية في المنطقة.

وأوضح الشيخ، أن مجرى الوادي، يضم ثلاث آبار ارتوازية، تغذي المنطقة بمياه الشرب والزراعة، مشيراً إلى أن هذه الآبار أصبحت مهددة بالتلوث، بسبب تسرب المياه العادمة المنسابة من المستعمرات، إلى المياه الجوفية في المنطقة.

واعتبر أن محافظة قلقيلية والضفة الغربية بشكل عام، تتعرض لعملية تلويث بيئي خطير، ناتجة عن المستعمرات الإسرائيلية الجاثمة على أرضنا، محذراً من الانعكاسات الخطيرة لهذا التلوث على مستقبل الحياة في الضفة.

المصدر : نداء القدس + وكالات 18/08/2006، 15:00

يا اخي ابو صهيب هذا بلاء و ما لنا الا الله والعمل الجاد من اجل قلع هذه المستعمرات وقلع اليهود كاملا من هذه الارض المقدسة

» فوز براعم نادي أهلي قلقيلية على براعم بيت أمين
» قواعد صحية لاختيار الأطعمة وطهيها
» مدينة قلقيلية
» فرقة بيت أمين للدبكة الشعبية في احد الحفلات
» دبكة فرقة بيت امين في مهرجان قلقيلية الخضراء