نصوص أسيل: أكثر من مجرد بوح
من وراء ضفة النهر الأخرى، أو من وراء محيط غير هادئ، تفتش أسيل يوسف خلف بين شواطئ الجغرافيا ومرافئ التاريخ عن مساحة تبوح فيها عن العشق للوطن البعيد، وللتفاصيل المصابة بالأمل.
هي فتاة على مشارف التاسعة عشرة , لغة القوافي وبحور الشعر غائبة عن مجالها.
تقول: ما كتبت ليس بالشعر الحر ، ربما نثر، أو خاطرة، أو إعلان عن الذات، اللون غير مهم، والأولوية للفكرة.
لم تجد أسيل زاوية شاغرة في صحيفة في بلدها أو في عنوان اغترابها، أو موقعا بلا جنسية للتعبير عن أعماقها.
نعلم بها، فنستضيف نصوصها، ففي ذلك تشجيع ودفعة إلى الأمام.
في كلماتها، وطن، وعذاب، وحلم، وأمل، ونقد، وعشوائية، وأفكار.
سلام لأسيل ولأحلامها المشروعة، ولصمتها، ولغضبها، ولبوحها، ولنثرها وإن تواضع.....
1
سلامي إلى وطني
يا نسمة الهواء هبي نسيمك علينا
حتى ابعث معك رسالة إلى وطني
تحمل سلامي الحار مع دموع المهد والأشواق
أبعثها وبكل اشتياق لرؤية الأحبة والتراب
لأشتم رائحة الوطن الغالي مع شعبه الجبار
ها أنا أحمل قلمي وأجهز برسالتي فلا تخذلينني لأنني أنتظرك بكل احتراق
انتظر هبوب الهواء وعاصفة الانتظار
فقد مليت من البقاء والبكاء
أنوح على مدى اشتياقي الذي لا يشعر به إلا سواي
كلما تغمض عيني أحلم بها ..
كلما أفتحها أحلم بها..
أتخيل ذرات ترابها تحتضنني وصخورها تقبلني ونسيمها يرحب بي بكل احتراق
ها أنا عائدة أأكد بمدى الانتظار والاشتياق
لا تخذليني..لا تعذبيني..فأنا أنتظرك
هل تسمعيني؟؟
2
أين الضمير؟؟
ها هي الشمس غابت من جديد
والقمر بقي حالك حزين
والرصاص يزخ كالأمطار الغزيرة
يا إلهي كن مع شعبنا الحزين
لتخف آلامه كالزمن البعيد
لبنان ينوح لغده كالبريق
أين أمتنا؟؟
هل فقتم من سباتكم أم تريدون المزيد؟
دماء سفكت،جبال قصفت....
أطفال شردت..
ها هي أشلاء ممزقة..
شعراً ليس ينتحل..
أين أنتم؟؟
لست أدري..
3
حنين
نار تغلي بداخلي..كم هي موجعة
أحس بالاشتياق
بالفقدان..
بالخسارة...
أشتم رائحة البعد، وأتألم على فقدي..
كلامي لا يعبر عن داخلي، نار تغلي كاللهب
حمراء اللون
تجرح بكل عمق
لا ترحم من بداخلي..
داخلي قطعة من ذهب..
هو قلبي..
هو روحي..
نبضي..
أسعفوني..
من الشوق..
آه يا وطني.. يا أهلي.. يا دياري..
لكنني أعد نفسي بالصمود والرجوع...
أنا عائدة وبيدي علم..
أو محبة..
أو إخلاص..
رافعة الرأس
شامخة..
كالشجرة دائمة الخضرة..
كالبحر الذي لا ينضب
كالنهر الذي لا يتيه..
كالجسر ..
كخط الشمس الذهبي..
4
اثنان
نقود..
أو دراهم..
أو دولارات..
ريال..
لا ين..
لا بل يورو
دينار..
ليرة..
المهم أنه المال
كالقصر الورقي
كسحابة الصيف
كالصمت في محيط..
أنت أنتم..
هم أنا..
نحن..
أيهما أفضل: مال قارون أم ابتسامة طفل أو صراخات عجوز..
؟؟
5
الأسبوع الرابع
ها هو لبنان يدخل أسبوعه الرابع
بركان..
زلزال..
قصف..
سحابة موت..
شظايا..
قنبلة..
دم حار..
عناقيد حق يسمونه(غضبًا)..
العين تتفرج على شاشة التلفاز..
الأخبار العاجلة تقتل هي الأخرى..
الدموع تباع بالمتاجر الأنيقة
صدى الصوت لا يصدر..
المونديال لا يسمن ولا يغني اليتامى..
"لكم لبنانكم، ولي لبنان"..
6
أمي
قبلة واحدة..
حب مُركب..
عاصفة شوق..
سحابة وفاء..
طن من الحنان..
كل يوم وأنت أمي...