سبعه يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله
--------------------------------------------------------------------------------
عن ابي هريره ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( سبعه يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله: إمام عدل ، وشاب نشأفي عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأه ذات منصب وجمال فقال : إني اخاف الله، ورجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لاتعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ).
المباحث اللغويه:
سبعه:هذا العددلا مفهوم له ،فقد وردت روايات أخرى تبين ان هناك من يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ،
غير هؤلاء المذكورين في الحديث.
يظلهم الله في ظله: المراد به ظل العرش.
يوم لا ظل الا ظله: المراد يوم القيامه.
إمام عدل: كل من وكل اليه نظر في شيء من مصالح المسلمين من الولاه والقضاة والوزراء وغيرهم.والعدل ضد الجور والعادل من حكم بالحق.
شاب نشأفي عبادة الله : خص الشاب بالذكر، لأنه مظنة غلبة الهوى والشهوة والطيش فكانت ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع درجه من ملازمته غيره لها.
اجتمعا عليه: على الحب في الله ، وتفرقا عليه كذلك ،والمراد ان الذي جمع بينهما المحبه في الله ، ولم يقطعها عارض دنيوي ، سواء اجتمعا حقيقه ام لا ،فالرابط بينهما المحبه في الله حتى الموت.
ـ رجل دعته امرأه ذات منصب وجمال: دعته: ،طلبته، ومنصب المراد به : الاصل والشرف والمكانه ويدخل فيها الحسب، والمراد انها دعته إلى الفاحشه.
ـ رجل تصدق بصدقه: الصدقه : مايخرجه الانسان من ماله على الوجه القربه ، سواء كان فرضا كالزكاه المفروضه ،او تطوعا ثم غلب استعمال الصدقه على صدقة التطوع.
ـ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: المراد بذلك المبالغه في إخفاء الصدقه بحيث ان شماله مع قربها من يمينه لو تصور انها تعلم لما علمت مافعلت اليمين ؛ لشدة الإخفاء.
ـ خاليا: من الخلو ، بحيث لا يكون عنده احد ، وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحاله ابعد عن الرياء.
ـ ففاضت عيناه : من الدموع ، خشية لله عز وجل.
الأحكام والتوجيهات:
1ـ ذكر الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له ايضا إذ تدخل النساء معهم فيما ذكر إلا في موضعين هما :
ـ الولايه العظمى والقضاء فالمرأه لا تلي المسلمين ولايه عامه ولا تكون قاضيه ، لكن ينطبق عليها العدل فيما تصح به ولايتها ،كمديرة مدرسه ، ونحوها.
ـ ملازمة المسجد ؛لأن صلاة المرأه في بيتها أفضل من المسجد وملازمتها للصلاه في اوقاتها مستتره في بيتها يبلغها هذه المنزله. وباقي الخصال تدخل في المرأه.
2ـ لقد عظم الشرع أمر العدل ، سواء كان في الولايه العظمى ، او فيما دونها من الولايات، حتى في امور الإنسان الأسريه ، كالعدل بين الزوجات ، والعدل بين الا ولاد ، وغير ذلك ، قال تعالى (وقل ءامنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم......) وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقو الله واعدلو بين أولادكم) وقال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان.......) وقال صلى الله عليه وسلم (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يد يه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولو).
3ـ مرحلة الشباب من اهم مراحل العمر تقوى فيها العزيمه وتكثر الاراء وتمتلىء بالحيويه والنشاط ولهذا من سلك منهج الله في شبابه وغالب هواه ونزواته استحق تلك الدرجه العاليه المذكوره في الحديث ومما يعين الشباب على تحقيق هذه الخصله :
ـ طلب العلم والانشغال به .
ـ تعويد النفس على استغلال الوقت بشتى الوسائل.
ـ مصاحبة الصالحين المستقيمين على منهج الله تعالى.
ـ محاولة استغلال فرصة الشباب بحفظ القران الكريم اوشيء منه.
4ـ المساجد بيوت الله ومكان اداء العباده المفروضه وانواع من العبادات المستحبه وميدان العلم والتعلم والمذاكره والمناصحه وكلها اعمال جليله يستحق الملازم لها ذلك الثواب العظيم بالإظافه إلى ان المتعلق بالمسجد بعيد عن رؤية المنكرات وقريب من الله سبحانه وتعالى فيصفو قلبه وتنجلي همومه واكداره ويعيش في روضه من رياض الجنه وبذلك تكفر سيئاته وتكثر حسناته. والتعلق بالمساجد لا يعني الجلوس فيها جميع الأوقات بل وقت دون وقت لكن اذا خرج منها فإنه يحب الرجوع إليها وإذا جلس فيها انس واطمأن وارتاحت نفسه.
5ـالعلاقات بين الناس قائمه على اسس متعدده من مصالح ماديه وقرابه وشراكه ماليه وتجانس خلقي ونحوها والاسلام يشجع قوة الترابط بين المسلمين على اساس من المحبه في الله والقاسم المشترك فيها طاعة الله تعالى ونصوص الكتاب و السنه تركز على هذا الجانب يقول تعالى (إنما المؤمنون إخوة.......) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم(أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله ).
6ـ للنفس البشريه رغبات وشهوات وجه الاسلام لإشباعها بمنهج ثابت معلوم والشيكان حريص على ان يميل الإنسان مع شهواته ويتبعها حتى يشاركه في الغي والظلال ومما يميل إليه الرجل المرأه فإن اتصفت بصفات الجمال والمنصب والحسب والشرف كان إليها اكثر ميلا فإذا ما كانت الدعوه موجهة منها مع الامن من الخوف انساقت إليها نفس الرجل اكثر وهنا يظهر داعي الإيمان عند المؤمن الصادق فيقول إني اخاف الله فإذا قالها بلسان وصدقها عمله نال جزاءه العظيم المذكور في الحديث . قال الشاعر:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
![..::[ المـديـر العـــام ]::..](https://2img.net/i/itest/ranks/default/default6.gif "..::[ المـديـر العـــام ]::..")
