حزينة أنا ... وحيدة ... أشعر بالبرودة تسرى فى كيانى .....
تكاد سنين عمرى يغمرها الجليد ... أما من يد دافئة .. حانية ... تربت على كتفى
فيشيع الدفء فى أعماق روحى ؟! ... لماذا أشعر دائما بالشجن يملأنى ....
وأشعر بالوحدة وأنا بين الناس .....؟؟!!
فى مثل هذا اليوم .... منذ سنين تعاودنى ذكرى الشجن والأنين ....
ذكريات تمر على خاطرى ... مريرة الأحداث .... تهاجمنى بلا هوادة ... تكاد تخنقنى
فى كل عام ... وفى مثل هذا اليوم ... يغمرنى حزن عميق ... أتساقط دمعة على
خد الزمن ... ويتساقط عمرى دموعا .... على وجنة الأيام ....
فدائما يسكن الحزن بقلبى .... يتهادى كسيمفونية تعزف على أوتار القلب ....
فيتردد صداها فى الأعماق ....
تمر السنين .... أحاول ألا أرصدها .... كى لايزداد عمق الجرح ....
وهل الجراح تقاس بعدد سنين العمر ..؟!
أشعر بأن السعادة شىء لاوجود له فى الحياة ....تماما كطائر العنقاء ... ليس له
وجود لأنه من المستحيلات ....
فى مثل هذا اليوم .... أشعر أننى أبتعد عن كل من حولى .... وكل ما حولى ...
لأعيش لحظات الحزن وحدى .....حتى لايحمل همومى وأحزانى أحد غيرى ...
فلن يحتملها أى إنسان ... وكما تقول الحكمة ... ( صدرك ... أوسع لصدرك ...)
آآه .... لكم تشلنى تلك الأحاسيس ...
يتخلل سمعى بعض من كلمات أغنية حزينة ... يقول شاعرها على لسان مطربها
ذو النبرة الحزينة ....
عدت يايوم مولدى .... عدت ياأيها الشقى .....
الصبا ضاع من يدى .... وغزا الشيب مفرقى ..
ليت يايوم مولدى ... كنت يوم بلا غد ......
دائما ماتهاجمنى تلك الكلمات فى هذا اليوم ....
فأنا الآن ... مثل إنسان ... يعيش فى الحياه .... يسير فى الدروب .... لايدرى
مبتغاه ..... كسير الفؤاد ... كثير الآه .....
وأحاول برغم كل ذلك ... أن أرسم البسمة على شفتى .... كى لايشعر بما أعانيه
أحد ... أتضاحك وأمرح ... ويعلو صوت ضحكاتى .... وبداخلى حزين ... حزين ...
حتى يكاد من يرانى ليحسدنى ... ويقسم بأن السعادة لها أشجار تثمر فى بستان
عمرى .... وبأن الحزن لم يعرف طريقه إلى دربى أبدا ....
آآآه لو يعلمون ...!! لكن الناس دوما هكذا ... يأخذون بالمظاهر .. ويحكمون بما
يرونه بأعينهم .. لا بقلوبهم .... ببصائرهم .... لا ببصيرتهم ...
وهكذا .... تمر بى الحياة .....
فى مثل هذا اليوم .........
بل فى كل يوم .........